الأربعاء، 13 فبراير 2013


الإنترنت سلاح ذو حدين

الإنترنت من أهم الاختراعات التى أحدثت طفرة وتغييرًا كبيرًا فى العالم كله، فهو سلاح ذو حدين، بقدر ما ينفعك ويفيدك ويسعفك ويعلمك ما لم تكن تعلم، بقدر ما يضرك ويدمر حاضرك ومستقبلك ويؤدى بك إلى طريق مجهول لا يعلم نهايته سوى الله - إذا أسأتَ استخدامه فى أمور تؤذى بها نفسك أو الآخرين بدعوى الذكاء والدهاء والمعرفة الخارقة بالتكنولوجيا، أو إذا وقعت عن طريقه – لا قدر الله - فى يد من لا يرحم ولا يرقب فيك إلا ولا ذمة!..

من الظواهر الخطيرة التى انتشرت خلال السنوات الأخيرة بشكل يصعب وصفه فى كل أنحاء العالم وخاصة الدول العربية وعلى رأسها مصر ظاهرة البلطجة الإلكترونية التى لا تقل خطورة وجرماً عن البلطجة المعروفة والتى يقوم ممارسوها بسلب ونهب وقتل وترويع المواطنين العُزل غير المسلحين وجهاً لوجه، إلا أن البلطجة الإلكترونية تتم من وراء حجاب بالضغط البسيط على مفاتيح اللوحة أو الـmouse" " حيث القيام بسرقة بعض المواقع المهمة التابعة لشركات ومؤسسات وهيئات دولية أو سرقة واختراق حسابات بعض الأشخاص واستخدامها شر استخدام أو قص ولصق بعض الصور والكليبات لبعض الفتيات بهدف فضحهم وتلويث سمعتهم، فضلاً عن سب وقذف رموز وعلماء الدين وغيرهم على الملأ أو التشهير والإساءة إلى أشخاص معينة غالباً ما يكونون ذائعى الشهرة والصيت مما يؤثر عليهم سلباً ويخرب بيوتهم ويدمر حاضرهم ومستقبلهم فى أحيان كثيرة، كل ذلك بسبب أناس اتخذوا من الشيطان حليفاً ليعاونهم على إيذاء الغير دون مبالاة واكتراث بخطورة ما يرتكبون حيث يستصغرون ذنوبهم ويستهينون بالأعراض وبالحرمات ولا حول ولا قوة إلا بالله العلىّ العظيم!..

رغم التفاوت الاجتماعى والعلمى بين كلا الفريقين إلا أن الحالة النفسية والذهنية لممارسى البلطجة الإلكترونية تشبه إلى حد كبير الحالة النفسية والذهنية لممارسى البلطجة الشائعة التى ذكرتُ صورها آنفاً، فجانب الشر عندهم جميعاً يفوق جانب الخير بكثير، إضافة إلى غياب الوازع الدينى وعدم تقوى الله والخوف من عقابه فى الدنيا والآخرة، وذلك يرجع إلى سوء تربيتهم من الأساس وعدم غرس المسؤولين عنهم فى الصغر القيم والمبادئ والفضائل بداخلهم، الأمر الذى يعكس إلى أى مدى يعانى المجتمع المصرى من أزمة حقيقية فى الأخلاق وموت الضمائر وخراب الذمم وانقلاب الموازين رأساً على عقب، تلك الأمور التى ستأخذ من وقتنا سنين وسنين إذا ما شرعنا فى حلها والقضاء عليها، فلن تستطيع شرطة ومباحث الإنترنت القضاء تماماً على كل صور البلطجة الإلكترونية حتى وإن عينوا رقيباً لكل مواطن!!..

ولمحاولة مواجهة هذه الظاهرة بجدية للقضاء عليها ولو بشكل نسبى علينا باتباع ما يلى:

- حسن تربية أبنائنا وتعليمهم أمور دينهم ومصادقتهم منذ الصغر ومراقبة تصرفاتهم بشكل غير مباشر كى لا يلجأوا إلى الكذب والاحتيال للهروب من المواجهة وقول الحقيقة بصراحة ووضوح.

أن يضع كل مقبل على ممارسة أحد صور البلطجة الإلكترونية نفسه مكان الطرف الآخر ويستشعر مدى الخطر والدمار الذى سيلحق به.

عمل حملات توعية كثيرة فى المدارس والجامعات والمعاهد والمساجد وفى مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية للحد من تفشى هذه الظاهرة.

سن قوانين صارمة وحاسمة وتغليظ وتشديد العقوبات لمواجهة هذه البلطجة لتكون رادعة كى يتعظ ويعتبر الجميع.

اللهم اهدِ شباب الأمة العربية وأصلح أحوالهم واشغلهم بما ينفع الإسلام والعرب كى نحاول الخروج من دائرة الاستهلاك السلبى للتكنولوجيا إلى الإنتاج والابتكار وحسن استخدام الوسائل الحديثة بشكل إيجابى ونافع، أنت ولى ذلك والقادر عليه

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.